انسحاب مجموعة إنديتكس من الجزائر: جرس إنذار لجاذبية الاستثمار في البلاد
في خطوة لافتة ومثيرة للجدل، أعلنت مجموعة إنديتكس، المالكة لعدد من العلامات التجارية العالمية مثل زارا، ماسيمو دوتي، بول أند بير، وستراديفاريوس، عن إنهاء عملياتها في الجزائر. هذا القرار يفتح الباب أمام تساؤلات جادة حول البيئة الاقتصادية في البلاد وقدرتها على جذب الاستثمارات الأجنبية.
تواجه الجزائر تحديات هيكلية جعلت بيئتها الاقتصادية غير مرحبة بالمستثمرين الأجانب. بين قيود صارمة على الاستيراد، ونظام ضريبي مرهق، وبيروقراطية متشابكة، تجد الشركات الأجنبية صعوبة في تحقيق الربحية والاستقرار في السوق المحلية.
في عام 2023، أعلنت إنديتكس عن خطط لإنتاج منتجاتها محليًا في الجزائر، ولكن المشروع لم يكتب له النجاح. ويعتبر هذا الفشل انعكاسًا لعمق المشكلات التي تواجه المستثمرين، وقد يشكل إشارة سلبية لبقية الشركات الدولية التي تفكر في دخول السوق الجزائري.
بينما أكدت وكالات إخبارية، مثل رويترز، خبر الإغلاق، حاولت وسائل الإعلام الرسمية التقليل من حجم هذا التطور، واصفةً إياه بأنه جزء من إعادة هيكلة عالمية تقوم بها إنديتكس. غير أن الواقع يشير إلى أن المجموعة تتمتع بوضع مالي قوي، حيث سجلت ارتفاعًا في صافي أرباحها بنسبة 30% خلال عام 2023، مما يجعل هذا التبرير مثيرًا للشكوك.
يشعر المستهلك الجزائري بخسارة واضحة مع انسحاب علامات إنديتكس، إذ تقل فرص الحصول على منتجات عالمية ذات جودة عالية وبأسعار تنافسية. وفي ظل غياب بدائل محلية بنفس المستوى، يزداد الإحباط بين المواطنين تجاه القيود الاقتصادية المفروضة.
يثير هذا الانسحاب جدلًا حول ضرورة إصلاحات اقتصادية جذرية لتحسين جاذبية الجزائر الاستثمارية. تشمل هذه الإصلاحات فتح المجال أمام الاستثمارات الأجنبية، تبسيط الإجراءات الإدارية، وتعديل السياسات الضريبية. ورغم أن الطريق نحو هذه الإصلاحات ليس سهلًا، إلا أن الوضع الحالي قد يكون دافعًا لصناع القرار للبدء بتغييرات حقيقية.
يبقى انسحاب إنديتكس رسالة واضحة: الاستمرار في النهج الحالي قد يكلف الجزائر المزيد من الفرص الاقتصادية في المستقبل.