مكافحة سوء استخدام الأدوية والمكملات الغذائية: تحدٍ حقيقي يجب مواجهته (خبراء)

خلال مشاركته في ندوة مستديرة في إطار الدورة الثانية والعشرين لمعرض الصيدلة “Officine Expo”، وهو حدث مرموق في قطاع الأدوية على مستوى إفريقيا، تم تسليط الضوء أيضًا على أهمية التعبئة العامة والوعي الجماعي لمواجهة الممارسات غير المناسبة بين المستهلكين، وخاصة في سياقات العلاج الذاتي وتعدد الأدوية والمبيعات عبر الإنترنت.
في هذا السياق، أكدت السيدة هدى سيفياني، مديرة مركز مكافحة السموم واليقظة الدوائية بالمغرب، على ضرورة اعتماد استراتيجية وقائية تعتمد بشكل خاص على تنبيه المهنيين الصحيين حول مخاطر الاستخدام غير السليم، وإطلاق حملات عامة حول الاستخدام الصحيح للأدوية، وتوفير إطار تنظيمي للمكملات الغذائية.
وأشارت السيدة سيفياني إلى ضرورة التوعية المستمرة للمهنيين في القطاع والجمهور، مؤكدة على الدور الأساسي لليقظة الدوائية كأداة للوقاية، وكذلك على التعاون بين السلطات الصحية ووسائل الإعلام لمكافحة المعلومات الخاطئة.
من جانبها، حذرت السيدة فاطمة أبو علي، رئيسة الوكالة المغربية لمكافحة المنشطات (AMAD)، خلال مداخلتها التي ركزت على مخاطر استهلاك المكملات الغذائية في الوسط الرياضي، من خطورة استهلاك المواد المنشطة على صحة الرياضيين، مشيرة إلى أن الوقاية والتعليم والتوعية تبقى أفضل الآليات لمكافحة هذه الظاهرة.
كما أوضحت السيدة أبو علي أن المغرب يمتلك إطارًا قانونيًا مؤسسيًا وتنظيميًا قويًا وفعالًا ضد المنشطات، مشددة على أهمية الرقابة والعقوبات والتعاون بين المؤسسات المحلية والدولية والبحث العلمي لتعزيز الجهود الرامية للحد من استهلاك المواد المنشطة.
في نفس السياق، أكدت السيدة مولاكة المدير، نائبة رئيس النقابة الوطنية للصيادلة في تونس، أن سوء استخدام الأدوية تفاقم نتيجة عدة عوامل، منها نقص التوعية واعتبار بعض الأمراض أمورًا عادية، وتكاليف الرعاية، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي، وتغيير سلوك المستهلك نحو الرقمية، خاصة بعد كوفيد-19، وغياب نصوص قانونية تنظم تصنيع وتوزيع وبيع الأدوية والمكملات الغذائية.
وأشارت إلى أن الاستخدام المسؤول للأدوية والمكملات الغذائية ضروري للحفاظ على الصحة وتجنب الآثار الجانبية، موضحة أن توجيه المرضى/المستهلكين من قبل المهنيين الصحيين، من خلال حملات التوعية، أصبح أمرًا أساسيًا في عالم تم فيه تجاوز المعلومات.
وقد أشار نائب رئيس الاتحاد الدولي للصيدلة (FIP)، بروسبير هيغ، إلى أن الصيدلي، كخبير في الأدوية ومهني صحي قريب من المرضى، يلعب دورًا رئيسيًا في مكافحة سوء استخدام الأدوية والمكملات الغذائية، معتبرًا أن مع ازدهار التجارة الإلكترونية، أصبح الوصول إلى الأدوية أكثر ديمقراطية، لكن هذه السهولة في الشراء ترافقها مخاطر كبيرة متعلقة بالتزوير، والأخطاء في العلاج الذاتي، والتفاعلات الدوائية.
كما أعرب عن أسفه لوجود نحو 35,000 صيدلية إلكترونية على مستوى العالم وفق تقديرات حديثة.
سوء استخدام الأدوية هو مفهوم يتضمن جوانب متنوعة ويشمل الاستخدام غير المناسب للدواء والاستخدام الموجه من قبل سوء الاستخدام ويمتد ليشمل العديد من الدرجات، كما أوضح بيير بواتو، الأمين العام للجمعية الدولية للأطباء الصيادلة الناطقين بالفرنسية (SFDP).
وأوضح أن هذه الظاهرة تؤثر بشكل خاص على المراهقين والشباب البالغين، وتغطي مجموعة متنوعة من المستخدمين، تتراوح من سوء الاستخدام إلى الاستعمال المتجاوز وصولًا إلى التعاطي.
منذ انطلاقه في عام 2002، حسن معرض “Officine Expo” وضع قطاع الأدوية بالمغرب.
ويعتبر هذا الحدث السنوي، الذي أقيم في مراكش منذ دورته الثانية، فرصة قيمة لتعزيز التبادلات بين الصيادلة حول قضايا مهنتهم.
لضمان نجاح هذه الفعالية البارزة، يبذل المنظمون جهودًا كبيرة لتصميم برنامج فعال يلبي توقعات الصيادلة.
يساهم وجود خبراء معروفين، سواء مغاربة أو دوليين، في تعزيز التوقعات بشأن تطورات قطاع الأدوية والحفاظ على دور الصيدلي في قلب مسار الرعاية الطبية.