ابتكارات مغربية في الزراعة الذكية: IRESEN يعرض أحدث إنجازاته العلمية في SIAM 2025

خلال مشاركته في فعاليات الدورة السابعة عشرة للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب (SIAM 2025)، قدم معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة (IRESEN) نتائج مجموعة من مشاريعه البحثية والابتكارية، المنجزة بتعاون مع جامعات ومراكز بحث وشركات وطنية ودولية. وخصص المعهد ندوة علمية لعرض مخرجات أربعة مشاريع كبرى، تسلط الضوء على التزامه بتعزيز فلاحة ذكية ومستدامة، قادرة على مواجهة تحديات التغيرات المناخية والطاقية.
في مقدمة هذه المشاريع، برز مشروع CLIMSOL، الذي طور نظام تبريد شمسي مخصص لوحدات تربية الدواجن. وقد جرى المشروع بشراكة بين كلية العلوم والتقنيات بطنجة، ومركز الطاقة الخضراء ببنجرير، وشركة تربية الدواجن جمال عوام. وأثمر هذا التعاون عن نظام مبتكر خفف من نفوق الدواجن بسبب موجات الحرارة، مع تحقيق نتائج علمية بارزة تمثلت في سبع مقالات علمية مصنفة، وأربع مداخلات علمية، وثلاث براءات اختراع، إلى جانب تأطير أطروحتين دكتوراه، بتمويل بلغ حوالي 2.4 مليون درهم.
أما مشروع SSH فقد تم تطويره بشراكة بين كلية العلوم والتقنيات بمراكش وشركة CADAVAL، ويهدف إلى تقديم حل محلي لتجفيف المنتجات الفلاحية عبر مجفف شمسي هجين. وقد استفاد المشروع من تمويل قدره نحو 1.98 مليون درهم، وأسفر عن 22 منشورًا علميًا و49 مشاركة علمية وأربع أطروحات دكتوراه، بالإضافة إلى تسجيل براءة اختراع.
وفي سياق تعزيز الري الذكي، عمل مشروع Agriculture 2.0، الذي جمع مؤسسة MAScIR ومركز الطاقة الخضراء ببنجرير وشركاء دوليين من جزر الكناري، على تطوير أنظمة ري مدعومة بالطاقة الشمسية تعتمد على الحساسات الدقيقة وإنترنت الأشياء. وقد خصص لهذا المشروع تمويل بقيمة تناهز 2.09 مليون درهم، مما ساعد في تطوير نظام متكامل للزراعة المتصلة والدقيقة.
من جهة أخرى، جاء مشروع CR-SEAPI كمحطة ذكية للإنتاج الفلاحي والطاقي، طُوّر بشراكة مع المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية (CNESTEN) وعدد من المؤسسات الوطنية. ويهدف المشروع إلى إنشاء دفيئة ذكية تدير الموارد بكفاءة، وقد مكن بميزانية بلغت حوالي 1.55 مليون درهم من تحقيق ثلاث منشورات علمية مصنفة وثماني مداخلات علمية، إلى جانب تسجيل براءة اختراع جديدة.
وفي تصريح له خلال الندوة، أكد الدكتور سمير رشيدي، المدير العام لـ IRESEN، أن هذه المشاريع تُعدّ دليلاً ملموسًا على أهمية البحث التطبيقي المرتبط بالحاجيات الميدانية. وأضاف أن الابتكار في المعهد يجب أن يكون “مستدامًا، في المتناول، وموجهًا لخدمة العالم القروي.”
وقد أثمرت هذه المشاريع مجتمعة عن أكثر من 32 منشورًا علميًا، وأزيد من 60 مشاركة علمية في المؤتمرات، وتأطير ست أطروحات دكتوراه، مع تسجيل ثلاث براءات اختراع وإيداع اثنتين إضافيتين. وتجاوزت الميزانية الإجمالية لهذه المشاريع ثمانية ملايين درهم، مما يبرز دور IRESEN كمحرك أساسي في تطوير منظومة وطنية للابتكار ترتكز على الارتباط الوثيق بين الماء والطاقة والفلاحة.