المغرب يتصدر الدول العربية في استهلاك زيت الزيتون بـ130 ألف طن سنوياً

حقق المغرب إنجازاً جديداً بتصدره قائمة الدول العربية الأكثر استهلاكاً لزيت الزيتون، وفقاً لتقرير صادر عن صندوق النقد الدولي. إذ بلغ حجم الاستهلاك الوطني لهذه المادة الحيوية 130 ألف طن خلال العام الماضي، ما يؤكد الدور المحوري لزيت الزيتون في الحياة اليومية والثقافة الغذائية للمغاربة.
تُعتبر زيت الزيتون عنصراً أساسياً في المطبخ المغربي، حيث تدخل في إعداد أطباق متنوعة تشتهر بها المملكة، مثل الطاجين، السلطات الطازجة، والخبز التقليدي كالمسمن والبغرير. وبفضل نكهتها الغنية وقيمتها الغذائية العالية، لا تقتصر استخداماتها على الطهي فقط، بل تمتد إلى المجال الصحي، حيث تُستخدم لفوائدها العلاجية والتجميلية.
يرتبط هذا الاستهلاك الكبير بتقاليد زراعية متجذرة تعود إلى قرون طويلة، حيث يتميز المغرب بواحد من أفضل أنواع زيت الزيتون في العالم، بفضل جودة أشجاره وطريقة عصره التقليدية التي تُحافظ على نكهته وقيمته الغذائية. كما أن انتشار زراعة أشجار الزيتون في مناطق متعددة مثل فاس، مكناس، وتازة، يعكس ارتباط المغاربة بأرضهم وحرصهم على جودة منتجاتهم الزراعية.
يتزامن هذا الإنجاز مع الجهود المبذولة لتعزيز الإنتاج المحلي لزيت الزيتون، سواء من حيث الكمية أو الجودة، بهدف تلبية الطلب المحلي المتزايد والبحث عن فرص أكبر للتصدير. وتشير البيانات إلى أن المغرب لا يكتفي بالاستهلاك، بل يسعى ليصبح لاعباً مهماً في السوق العالمية لزيت الزيتون، حيث يتمتع بإمكانات زراعية وبيئية تؤهله لمنافسة كبرى الدول المنتجة.
بالنسبة للمغاربة، تُجسد زيت الزيتون أكثر من مجرد منتج غذائي. فهي تمثل جزءاً من التراث الوطني، وركناً أساسياً في الهوية الثقافية التي تنتقل من جيل إلى جيل. ومن خلال استهلاكها اليومي، سواء في المائدة أو في الاستعمالات التقليدية الأخرى، يؤكد المغاربة ارتباطهم العميق بموروثهم الزراعي والغذائي.
مع استمرار هذا التوجه الإيجابي، يبدو أن زيت الزيتون ستبقى مكوناً محورياً في حياة المغاربة، ورمزاً لجودة منتجاتهم الزراعية وتراثهم الغني.