توماس موريل يتحدث عن قصة تصميم فورد فييستا
منذ إطلاق طراز “موديل تي” الأسطوريّ سنة 1908، لا زالت شركة فورد تبتكر وتقترح مركبات ذات تصاميم ثوريّة، شعبيّة وفي متناول الجميع. منذ أكثر من قرن، تحتضن مراكز فورد للتصميم المنتشرة في كافة أنحاء العالم أعمال مئات الفنانين، الذين تقضي مهمتهم برسم المركبات الفريدة من نوعها.
بدءاً من الرسومات التمهيديّة، مروراً بالنماذج المنحوتة من الصلصال، وصولاً إلى الطرازات الاختباريّة الأولى للمركبات التي ستُبصر من خلالها النور الطرازات التي سيقودها ملايين الزبناء: تُعتبر مراكز فورد للتصميم القلب النابض لأفكار فورد المبتكرة ولشعارها العالميّ One Ford. ومنهج التصميم الخاص بسيارة فورد فييستا من الجيل الجديد، التي تمّ إطلاقها في المغرب مؤخراً، لا يختلف عن المنهج الذي ابتكر كافة الطرازات الرائعة التي سحرت قلوب وعقول زبناء فورد حول العالم منذ أكثر من قرن.
للمرّة الأولى، اختارت فورد التحدّث عن شغفها بالتصميم عبر المشاركة في Houna Design Talks، مجموعة الفعاليّات المفتوحة أمام الجمهور والتي تهدف منذ سنة 2017 إلى نشر التوعية والمعرفة وإلى جمع المصممين الهواة حول المقاربات المبتكرة. وفق موضوع designdaba#، اختارت ندوة Houna Design Talks 2018 لجلستها السنويّة الأولى التركيز على الموضوع الرائج كثيراً في هذه الأيام: المنهج الإبداعيّ من خلال مقاربة”التصميم المتمحور حول الإنسان”.
في هذه المناسبة، تحدث توماس موريل، مدير التصميم الخارجيّ في فورد أوروبا، الذي أتى من مكاتب فورد في كولونيا، ألمانيا، عن الطريقة التي تعتمدها فورد لتصميم كافة “ابتكاراتها”.
وقال موريل في هذا الصدد: “إنّ استديوهات فورد للتصميم تشبه مشاغل النحت أكثر ممّا تشبه مراكز تصميم السيارات العصريّة. يتطلّب الأمر مئات الساعات من العمل الدؤوب لابتكار الأشكال المصقولة ذات الأسلوب الديناميكيّ، مع الدمج ما بين المهارة الحرفيّة التقليديّة والوسائل التي تتمّ بمساعدة الكمبيوتر.”
كما تطرّق مدير التصميم الخارجيّ لدى فورد إلى المراحل الضروريّة المختلفة لتطوير التصميم. وبالتالي تُبصر النور الناحيتان الخارجيّة والداخليّة لمركبة فورد انطلاقاً من رسمة تمهيديّة على الورق. هذه الرسومات المرسومة باليد، تتمّ بعد ذلك مراجعتها وتحسينها ونمذجتها بواسطة الكمبيوتر، قبل توكيل المهمّة إلى خبراء تصنيع نماذج الصلصال لدى فورد. هؤلاء الحرفيون البارعون يقدّمون رؤية ثلاثيّة الأبعاد إلى الرسومات التمهيديّة والرسومات التي تتمّ بمساعدة الكمبيوتر. وهذه الخبرة الهائلة التي يتميّز بها صانعو نماذج الصلصال تسمح بنحت هياكل كاملة يدوياً، على غرار المقاعد أو حتى أصغر تفصيل في لوحة العدادات ومؤشرات القيادة.
نماذج صلصاليّة يصل وزنها إلى طنّين!
بعد الانتهاء، قد يصل وزن النماذج الصلصاليّة بالمقاييس الطبيعية 1:1 إلى أكثر من طنّين. هي تسمح برؤية الأشكال والخطوط الخاصة بالطرازات المستقبليّة، من الناحيتين الخارجية والداخلية. وبالتالي يسمح صلصال النمذجة بإجراء التعديلات والتحسينات في اللحظة الأخيرة بدقّة فائقة، من أجل التوصّل إلى أفضل تصميم ممكن.
“كلّ خط أو تفصيل تمّ ابتكاره في أستديو فورد للتصميم يحمل في طيّاته قصّة مشوّقة وتاريخاً عريقاً. يقضي عمل المصمّم بتحسين الرابط العاطفيّ ما بين العميل وسيارته”، وفق ما أشار إليه موريل.
بالإضافة إلى المنهج التقليديّ لصناعة النماذج من الصلصال، يتميّز ابتكار كلّ مركبة جديدة من فورد بالوسائل المتطوّرة للتصميم بمساعدة الكمبيوتر، عدا عن مختبرات الواقع الافتراضيّ التابعة لشركة فورد.
يقع مختبر فورد لبيئة المركبات شبه الواقعية التفاعلية في استديو ميركينيخ للتصميم في ألمانيا، ويمتدّ على 16000 متر مربّع ويضمّ 250 شخصاً. إنّ بيئة الواقع الافتراضيّ الشديدة التطوّر تسمح باختبار المركبة قبل تصنيع الطراز الاختباريّ حتى، من أجل تحسين مظهر المواد وإتقان التفاصيل واللمسات النهائيّة..
يقوم عشرون مصمّماً غرافيكياً في أستديو Studio 2000X التابع لفورد بابتكار تصميم ثلاثيّ الأبعاد للسيارة وهي قيد الحركة. يسمح هذا باكتشاف الطرازات المستقبليّة وهي تجول في الشوارع أو في المناطق الريفيّة، من أجل استعراض التغيّرات في الإضاءة والألوان بشكل واقعيّ أكثر. تحرص ماكينات التفريز الثلاثيّة الأبعاد على تنفيذ الطرازات الاختباريّة والمكوّنات وفق المقاييس المحدّدة وبدقّة عالية. وبالتالي يحظى المهندسون بإمكانيّة طباعة أو تصنيع أيّ مكوّن: صفائح هيكل المركبة، أو لوحة العدادات ومؤشرات القيادة وحتى أجزاء المحرّك، باستخدام البلاستيك، المعدن السائل أو ألياف الكربون.
تصميم يجعلكم تقعون في غرام فييستا
تمّ استخدام هذه التكنولوجيات لكي تُبصر سيارة فورد فييستا الجديدة النور، والتي تمّ تصميمها في أستديو التصميم في كولونيا. ويرتكز التصميم الخارجيّ للمركبة على الأسلوب الجريء للطراز السابق ويضيف إليه لمسة من الأناقة والانسيابيّة. يعتمد غطاء المحرّك والشبكة الأماميّة تصميماً أكثر بساطة، كما أنّ المصابيح الأكثر أناقة تتميّز بتصميم ملتفّ على الجانبين يسهل التعرّف عليه في النهار والليل على حدّ سواء. ومن خلال خطوطها الممتدّة، يتميّز التصميم الجانبيّ لسيارة فورد فييستا بالمزيد من الانسيابيّة.
تصميم داخليّ مستوحى من الهواتف الذكيّة والكمبيوترات اللوحيّة
تساهم كافة التفاعلات على متن المركبة بتعزيز التجربة الشاملة المتاملة للسائق. تشكّل هذه التفاعلات مجموعة فريدة استخدمها مصممو فورد لتحديد شكل العناصر الرئيسيّة للمقصورة الداخلية لسيارة فييستا الجديدة. وكانت النتيجة الحصول على تصميم داخليّ بديهيّ، يحرّك الأحاسيس ويتمحور حول السائق، مستوحى من الهواتف الذكيّة والكمبيوترات اللوحيّة. التصميم المؤاتي لطريقة الاستعمال والمواد الناعمة، بما في ذلك الناحية العلويّة للوحة القيادة، يساهم بإضفاء شعور بالجودة الفائقة والفخامة.