جاء المغرب في الرتبة 45 عالميا في قائمة الدول الأكثر استهلاكا للمضادات الحيوية، في حين احتلت تركيا التي احتلت المركز الأول وتونس الثانية عالميا . وكشفت دراسة أجراها باحثون أمريكيون ، نشرت في مجلة “Proceedings” للأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS) ، أن الاستهلاك العالمي للمضادات الحيوية ارتفع بنسبة 65٪ بين عامي 2000 و 2015 وأن إجمالي الإستهلاك العالمي للمضادات الحيوية في 2015 يقدر بحوالي 42.3 مليار جرعة يومية.
وأظهرت الدراسة أنه على الرغم من حقيقة أن معدل الإستهلاك لكل 1000 نسمة سنويا لا يزال أعلى بكثير في البلدان ذات الدخل المرتفع، فقد ارتفع هذا المعدل بنسبة 77 ٪ بالنسبة إلى البلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض.
و كانت تركيا وتونس والجزائر ورومانيا من بين الدول التي لديها أعلى معدلات استخدام المضادات الحيوية ، في حين أن الخمسة الأوائل كانوا في عام 2000 جميعهم من الدول ذوي دخل مرتفع هذا وتعتبر تونس واحدة من أكبر مستهلكي الأدوية في العالم.
وقال فريق البحث الذي ترأسه علماء من جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور ومركز “سنتر فور ديزيز دايناميكس، ايكونوميكس اند بوليسي” في العاصمة الأميركية إن على الدول أن تستثمر في علاجات بديلة وفي التلقيح.
وقال معدو الدراسة “مع ارتفاع استهلاك المضادات الحيوية في العالم ستتفاقم المشكلة المتعلقة بمقاومة المضادات الحيوية”.
وأضاف هؤلاء العلماء أن “مقاومة المضادات الحيوية بسبب الارتفاع في استهلاك هذه الأدوية يشكل تهديدا صحيا عالميا”.
وأكدت الدراسة “كما هي الحال مع التغير المناخي لا نعرف متى سنصل إلى منعطف يصبح فيه العالم دون مضادات حيوية فعالة”.
وأوصت الدراسة بضرورة “إعادة نظر جذرية في السياسات الهادفة إلى خفض الاستهلاك بما يشمل استثمارات كبيرة في تحسين النظافة والمرافق الصحية والتلقيح والوصول إلى وسائل التشخيص لمنع الاستخدام غير الضروري للمضادات الحيوية وخفض عبء الأمراض المعدية”.
ويرى الخبراء أن التخلص من الاستخدام المفرط يجب أن “يشكل الخطوة الأولى في كل بلد” نظرا إلى التوقعات المثيرة للقلق بأن الاستهلاك قد يزيد بنسبة 200 بالمئة بحلول العام 2030.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد صعدت حربها ضد مقاومة المضادات الحيوية وأعلنت سابقا عن حملة عالمية لترشيد استهلاك الأدوية المضادة. وقد أشار مسح متعدد البلدان، أشرفت عليه المنظمة، إلى الخطر الكبير الذي يهدد الصحة العمومية وما يكتنفه من لبس لدى الناس وعدم استيعابهم لكيفية الحيلولة دون نموه.
وتحدث مقاومة المضادات الحيوية عندما تتغير البكتيريا وتصبح مقاومة للمضادات الحيوية المستخدمة في علاج العدوى المسببة لها. فالإفراط في استخدام المضادات الحيوية وسوء استخدامها يزيد فرص ظهور البكتيريا المقاومة. ويشير هذا المسح إلى بعض الممارسات، والثغرات في الفهم، والمفاهيم المغلوطة التي تسهم في هذه الظاهرة.
تعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى