الاستعدادات جارية لإنجاز محطة جديدة لتحلية مياه البحر بجهة سوس ماسة
تتواصل التحضيرات لإنشاء محطة تحلية مياه البحر التي ستزود إقليمي تيزنيت وتارودانت، إضافة إلى اشتوكة وسيدي إفني، بالمياه المحلاة للأغراض الفلاحية والاستهلاك المنزلي. وقد دخل المشروع مرحلة الدراسات القانونية لتحديد مسارات قنوات الري ومحطات الضخ، وهي خطوة أساسية تسبق عمليات نزع الملكية اللازمة لإقامة المحطة وبناء شبكات التوزيع.
وفق المعطيات المتوفرة، أطلقت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات دراسات تقنية حول هذا المشروع منذ سنة 2023، حيث توصلت بنتائجها الأولية في شهر ماي الماضي. وخلصت الدراسات إلى تصميم محطة تحلية تمتد شبكة الري الخاصة بها على مساحة تتجاوز 300 كيلومتر مربع، بتكلفة إجمالية تقدر بـ5 مليارات درهم.
من المتوقع أن تنتج المحطة حوالي 350 مليون متر مكعب من المياه المحلاة سنويًا، مما سيتيح إنقاذ آلاف الهكتارات من الضيعات الفلاحية، خاصة بحوض الكردان، الذي تضرر بشدة جراء وقف تزويده بمياه الري من سد “أولوز”. ويُعد هذا المشروع طوق نجاة للفلاحين في جهة سوس ماسة، حيث يواجهون تحديات الجفاف وشح الموارد المائية، التي انعكست سلبًا على الإنتاج الزراعي بالمنطقة.
تُظهر هذه المبادرة التزام الدولة بضمان استدامة النشاط الفلاحي والحفاظ على الاستثمارات الزراعية وفرص الشغل المرتبطة بها. كما أن المشروع يمثل جزءًا من استراتيجية وطنية أوسع لمواجهة أزمة ندرة المياه وتحقيق الأمن المائي، بما يضمن استمرار الدينامية الإنتاجية وتحقيق التنمية الشاملة.
تُعد محطة تحلية مياه البحر المرتقبة بسوس ماسة إحدى المشاريع الكبرى التي تعكس رؤية المملكة في التعامل مع التحديات المناخية، من خلال الاستثمار في حلول مبتكرة ومستدامة تلبي احتياجات الحاضر وتؤمن مستقبل الأجيال القادمة.