دخل السوق المغربي مرحلة جديدة من التنقل الحضري مع الكشف عن فيات TRIS، المركبة الكهربائية الثلاثية العجلات التي تحمل توقيع “فيات بروفيشنال” وتُصنع محلياً في مصنع ستيلانتيس بالقنيطرة. هذا الابتكار، الذي طُوّر في مركز التصميم الإيطالي “FIAT Centro Stile”، يجسد رؤية جديدة للنقل المهني، تقوم على البساطة والفعالية والاستدامة.

بفضل طول لا يتجاوز 3,17 متر ونصف قطر دوران بـ 3,05 متر، تمنح TRIS سهولة تنقل مثالية وسط المدن المزدحمة. وتأتي البطارية الليثيوم-أيون بسعة 6,9 كيلوواط/ساعة لتمنح مدى يصل إلى 90 كيلومتراً، مع إمكانية الشحن من مقبس منزلي عادي بجهد 220 فولت، حيث يمكن بلوغ 80٪ من الشحن خلال ثلاث ساعات ونصف فقط.

تُطرح المركبة بثلاثة إصدارات: هيكل بكابينة، منصة مسطحة، وبيك-أب، ما يجعلها مناسبة لمهن متعددة مثل التوزيع الحضري، الخدمات، وحتى التجارة المتنقلة. وتتيح حمولة تصل إلى 540 كيلوغراماً، مع مساحة كافية لنقل منصة نقالة أوروبية كاملة (EuroPallet). أما المقصورة فتوفر راحة لافتة للسائقين مع شاشة رقمية 5.7 بوصة، منافذ USB-C و12V، وإضاءة LED بتوقيع فيات العصري.

يمثل تجميع TRIS في القنيطرة خطوة جديدة في ترسيخ مكانة المغرب كقطب إقليمي وعالمي لصناعة المركبات الكهربائية الصغيرة. فالمشروع لا يقتصر على تقليص البصمة الكربونية، بل يساهم في تعزيز التشغيل المؤهل وتطوير النسيج الصناعي المحلي. كما تدعم ستيلانتيس ثقة المستهلك عبر ضمان عامين أو 20 ألف كلم للمركبة، وثلاث سنوات أو 60 ألف كلم للبطارية.

لتسهيل اقتناء هذه المركبة، أطلقت ستيلانتيس المغرب عرضاً تجارياً مبتكراً يقوم على 50 درهماً فقط في اليوم، مع مساهمة أولية لا تتجاوز 5 آلاف درهم، يشمل التأمين والمساعدة. أسعار البيع تبدأ من 48 ألف درهم لإصدار الكابينة، و51 ألف درهم للمنصة، و55 ألف درهم لنموذج البيك-أب، مما يفتح الباب أمام المهنيين الصغار والمتوسطين للولوج إلى النقل الكهربائي بشكل عملي ومرن.

إيف بيرو دي غاشون، المدير العام لستيلانتيس المغرب، أكد في تصريح بالمناسبة أن TRIS تمثل “أداة عملية وموثوقة، صُممت خصيصاً لتلبية حاجيات المهنيين المغاربة”، مشيراً إلى أن المركبة الجديدة “تتماشى في الوقت ذاته مع خصوصيات أسواق الشرق الأوسط وإفريقيا، ما يمنحها آفاقاً واعدة إقليمياً”.

مع إطلاق فيات TRIS، تدخل ستيلانتيس المغرب مرحلة جديدة من ريادة التنقل الكهربائي المستدام في المنطقة. فالأمر لا يتعلق بمركبة جديدة فحسب، بل بتصور مختلف للنقل الحضري المهني، يجمع بين الإبداع الإيطالي والخبرة الصناعية المغربية، ويترجم التزاماً واضحاً بتنقل أنظف وأكثر عدلاً للجميع.